مجلس الشعب يوصي بإعدام كل الخنازير في مصر وسط مخاوف من انتشار 450 وباءً آخر غير الإنفلونزا!
حذر أطباء متخصصون في الأمراض المعدية من خطورة تربية الخنازير في مصر مؤكدين أن فيروس إنفلونزا الطيور يتحوّر داخل الخنزير لينتج خليطا من هذا الفيروس علاوة على فيروسي الإنسان والخنزير.
وقال الدكتور محمد سيف -مقرر لجنة الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان- في صالون الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين مساء الثلاثاء إن مزارع الخنازير بمصر في منتهى القذارة فهي تعيش في مقالب القمامة وتختلط بالطيور النافقة وجامعي القمامة بما يسهل إصابة الإنسان بـ 450 وباءً يودي بحياة الإنسان.
ونفى أن تكون مضادات (التامفلو) قادرة على مقاومة هذا الفيروس بالرغم من تعقّد تركيبها، خصوصاً وأنه قادر على أن يغير من شكله بعد أن يصل المرض لحالة وبائية (يصاب 50 % من القطيع)، ويظهر الخنزير في صورة هلاك لمدة 7 - 10 أيام بعضها يشفى، ولكن خلال فترة مرضه يحدث "إجهاض لإناث الخنازير" فتخرج مواليد مشوهة مليئة بالفيروس الخطير الذي تكون مستقبلات الإنسان مستعدة له، بعكس إنفلونزا الطيور التي لا تنتقل من إنسان لإنسان.
وأضاف الدكتور أحمد ممدوح أستاذ الأمراض المشتركة بكلية الطب البيطرى ببني سويف أن هناك 300 ألف خنزير يتم تربيتها في مصر تختلط بجامعي القمامة الذين يدخلون كل بيت، وبالتالي فلابد من إعدامها وليس مجرد نقلها، مع ضرورة تعويض المتضررين، ففيروس إنفلونزا الخنازير ينتقل خلال الهواء بما يزيد من احتمالية إصابة أهل حلوان و 15 مايو (ربنا يستر) بالفيروس لو نقلت مزارع الخنازير إلى هناك. وأوضح أستاذ الأمراض المشتركة أن إنفلونزا الطيور انتقلت من تركيا لمصر عبر المتوسط فما بالنا بإسرائيل والباب بجوار الباب.
بدوره قال الدكتور عادل عبد العظيم أستاذ الأمراض المعدية بجامعة القاهرة: الأزمة في الخنازير أن معدل نموها سريع للغاية فالخانوص -صغير الخنزير- يبلغ بعد 4 أشهر والإنثى تلد بعد ( 112 - 115) يوم وطفلها حوالي 200 جرام وبعد مرور 6 أشهر يصل حجمه إلى 50 ضعفا أي 180 كيلو جراما، وهو لا يكلف صاحبه جنيها واحدا؛ لأنه يتغذى على القمامة، وهو قنبلة موقوتة نظراً لكونه ينقل 450 مرضاً للحيوان ومنها إلى الإنسان منها 57 مرضا طفيليا من أهمها الدودة الخيطية التي تصيب القلب، والديدان المفلطحة التي تدمر القنوات المرارية، وهناك 16 مرضا ينتقل للإنسان بمجرد أكل اللحوم -غير المصابة- علاوة على 27 مرضا معديا خطيرا.
وكشف الدكتور حامد عطية أستاذ الباطنة بكلية الطب البيطري جامعة الزقازيق أن هناك 60 ألف خنزير بالقليوبية و52 ألفا بالدقهلية و50 ألفا بالقاهرة و45 ألفا بأسيوط، ولا يتوافر لقاح بشري في العالم كله ضد إنفلونزا الخنازير، فكيف نتكلم عن نقل المرض القاتل من مكان لمكان وليس إعدامه كما أوصى مجلس الشعب، حتى لا نصل لمرحلة فرض "كردون صحي" على مصر من جانب منظمة الصحة العالمية فالوقاية خير من العلاج.
وأكد أن الشعب المصري من أكثر دول العالم إنفاقاً على اللحوم بعد الهند، حيث ينفق 192 مليار جنيه على الطعام والشراب، منهم 28 % على اللحوم فقط بمعدل 70 مليار جنيه.
وقال أحمد الخولاني -نائب الإخوان- إن 80 % من مزارع الخنازير لا تخضع للإشراف البيطري الذي يسهل ويسرع باكتشاف البؤر المصابة حيث يكتفي المزارعون بالتعامل مع شركات الأعلاف فحسب، بالرغم من المطالبات المتزايدة بضرورة تحرك لجنة الزراعة بمجلس الشعب لحل تلك الأزمة.
يأتي هذا في الوقت الذي تقدم فيه مجلس الشعب أمس بتوصية إلى الحكومة مدعومة بقرار من لجنته الصحية بإعدام كافة الخنازير الموجودة في مصر من أجل القضاء على البيئة المناسبة لاستقبال فيروس إنفلونزا الخنازير، وحمل مجلس الشعب الحكومة المسئولية حال تأخرها في القيام بهذه المهمة.
وأعراض إنفلونزا الخنازير شبيهة بأعراض الإنفلونزا الموسمية وهي ارتفاع في درجة الحرارة وسعال وضعف العضلات والإجهاد، لكن هذه الإنفلونزا يرافقها زيادة في الإسهال والقيء من الإنفلونزا العادية، ولا يوجد لقاح يحمي البشر من إنفلونزا الخنازير، وربما يساعد لقاح الإنفلونزا الموسمية في تقديم حماية جزئية ضد إنفلونزا الخنازير "إتش 3 إن 2"، لكن لا يوجد لفيروسات إتش 1 إن 1" مثل اللقاح المتداول حاليا.
الخميس 30 أبريل 2009 - 15:47